لا أستطيع أن أصف ما يبلغ قلبي من الأسى حين أرى طفلا يعبث في حديقة أو بستان ثم يقوم بقطف زهرة من مكانها فيمزق أوراقها ثم يرميها و يدهسها تحت قدميه ، ثم يأتي بأخرى و يفعل بها كما فعل بسابقتها .إن هذة الزهرة كانت في مكانها تؤدي عملها الذي خلقها الله من أجلة فهي تزين المكان بألوانها الجذابة و تعطر المكان بأريجها و تزورها النحلة و تنتشي من رحيقها فتعطينا عسلا شهيا فيه شفاء للناس و منافع أخرى ,كل هذا ذهب أدراج الرياح بمجرد أن قام هذا الطفل بتغيير مكانها .المشكلة الحقيقية لا تكمن في هذة الزهرة - فهذة الزهره لديها القوانين التي تحرم الأعمال التخريبية في الحدائق و تغرم من يتجاوزها .إن الطامة الكبرى تكمن في الزهرة التي خلقها الله لتزين الكون بأسره و تعطرة - المرأة .كم هي مسكينة هذة المرأة فلم تلبث ان تخرج من زمن الإستعباد و معاملتها على انها جسد لا قلب فية و لا عقل حتى إخترع لها محدثوا العبودية و صانعوها من القيود ما سلسلوا به المرأة بموافقتها و محض إرادتها فخدعوها و ساووها بالرجال ، و ألقوا بها على رمضار الرمال .و على هامش هذة المساواة أختل نظام المجتمع و كأنة يسير في طريق واحد لا عودة منه أو أن المجتمع صار نصفا واحدا ....... فيوم خلقت حواء ووجدها أدم بجواره قال لها : من أنتي قالت : حواء قال : و لم خلقت قلت لتأنس بي و أأنس بكأما اليوم فيسأل الرجل المرأة من أنتي تقول : حواء و لما خلقت تقول : لأضيق عليك و تفتن بي .إن معطيات العصر الحديث و متطلباتة أوجبت علينا ان نطور من أنفسنا و لا سيما نطور من المرأة لأنها كما ذكرت نصف المجتمع ، فكان تعليمها و ثقافتها أمر لازم و ضروري بل و تفاعلها مع المجتمع أمر أشد ضرورة و لكن بضوابط حددها لنا الله سبحانة في شرعة الحكيم ، و لسنا بصدد الحديث عن ضوابط اللباس و ستر الجسد مع أهميتة .و لكن / أين و متى تخرج المرأة ؟.......... لا شك و أن خروج المرأة في كافة المجالات و على كافة المستويات يغير من حالهن فمع أول يوم تخرج فية المرأة بهذا الشكل العشوائي تقطف أول ورقة من ورقات أنوثتها و تتوالى الأيام و تتوالى معها الأوراق حتى تضيع أنوثتها و حنانها و جمالها .و كان لابد من تقنين هذا الخروج ليصبح في مصلحة المجتمع ، فهناك مجالات شتى تتطلب وجود المرأة - كالطبيبة التي تتعامل مع بنات جنسها دون حرج و لا رهبة ، و المعلمة التي تعلم الفتيات أمور دينهن و حياتهن و ما يجد عليهن مع تقدم أعمارهن - و هناك الداعية - و الكاتبة .و الكثير من المجالات التي تؤثر في المرأة و تؤثر فيها المرأة بشكل إيجابي يعود على كليهما بالنفع و على المجتمع بشكل عام .فالمرأة تحتاج الي أن تطورها المرأة نفسها حتى إذا زرعت علمت ما تحصد و متى .إن فساد المجتمع اليوم سببة هو التفريط في المرأة و إلغاء دورها و أمرها بمناطحة الرجال في كل مناسبة ، لقد جعل هؤلاء من المرأة قطعة شطرنج يداعبون أحلامها و يلقونها حيث أرادوا حتى ألقوها في حلبة لمصارعة الثيران فإما أن تكون لقمة سائغة للثور و إما أن يخدمها القدر و يلقى الثور حتفة تحت أقدامها فإن كان هذا وقفت المرأة لتتحدى المجتمع بأسرة بكل شراسة فلا تعجب إن كنت أنت أو أنا مكان الثور تحت قدم إمرأة يوما ما . |